هو عمرو بن مَعْدِيكـَرِب بن عبدالله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زُبَيد الأصغر (منبه) بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زُبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أُددبن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
كنيته أبو ثور ، وأمه من المنجبات ويُقال أنها من مذحج. شاعرٌ مخضرم. كان من المعمرين وأقل ماقيل في عمره 106 سنين وقيل 120 سنة وقيل 150 ، وليس ذلك بغريب فابن أخته دريد بن الصمة الذي قـُتِل مشركاً في غزوة حنين كان تجاوز المئة فما بالك بعمرو الذي عايش الفتوحات الإسلامية .
قـَدِم عمرو على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة للهجرة-وقيل العاشرة - مع وفد زبيد فأسلم وأقام مدَّة في المدينة، ثم رجع إلى قومه سامعاً مطيعاً ، وعليهم فروة بن مسيك المرادي . ثم لما مات ارتد مع الأسود العنسي ، فسير إليه أبو بكر خالد بن سعيد بن العاص فقاتله ، فضربه خالدٌ على عاتقه فانهزم، وأخذ خالدٌ سيفه . فلما رأى عمرو الأمداد من أبي بكر -رضي الله عنه- أسلم؛ ودخل على المهاجر بن أبي اُمية بغير أمان، فأوثقه وبعث به إلى أبي بكر ،فقال له أبو بكر:"أما تستحس كل يومٍ مأسوراً أو مهزوماً؟! لو عزَّزت هذا الدين لرفعك الله". قال عمرو" لاجرم،لأقبلن ولا أعود" ،فأطلقه وعاد إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة مع عدد من قومه ، فبعثه أبو بكر -رضي الله عنه- إلى الشام فشهد اليرموك وله في اليرموك بلاءٌ حسن؛وقد ذهبت فيها إحدى عينيه. ثم عاد إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب وقيل أن عمر كان يستمتع بالجلوس مع عمرو ويستمع إلى حكاياته البطولية،ثم أرسله عمر-رضي الله عنه-إلى القادسية، وله في القادسية أيضاً بلاءٌ حسن-ولكنني لا أُصدق ماجاء في كتب الأدب أنـَّه هو الذي قتل رستم لأن قاتل رستم كما ورد في كتب التاريخ هو هلال بن علقمة العقيلي وقيل زهير بن عبد شمس وقيل رجلٌ من بني أسد وبذلك افتخرو عمرو بن شأس في شعره ؛ وأغلب الظن أن القصة التي تحكى عن قتل عمرو بن معديكرب لرستم مصنوعة.
اختلفت الأقوال في موت عمرو فقيل أنه قتل في القادسية، وقيل بل عاش إلى أن شهد موقعة نهاوند ومات سنة 21 هـ وقيل بل مات قبلها.
- شهرة عمرو الأسطورية وسببها:
كان عمرو فارس اليمن ويُقدَّم على زيد الخيل في الشـِّدَّة والبأس . له معارك كثيرة وغزوات مشهورة وغطِّت شهرته الآفاق حتـَّى أن سيفه "الصمصامة" كان أشهر من كثير من الأبطال .
ونحن نعلم أن من يشتهر هكذا مع قلة الرواة المدققين المصححين تدخل في سيرته الكثير من الأكاذيب والمبالغات والأساطير .
وقد جاءت حول عمرو بن معديكرب الكثير من الأعاجيب المشكوك في صحتها حول ضخامة جسمه وقوة ضربه وقصصه مع أبطال العرب ، بل وملاحمه مع المسلمين ضد الفرس ، وأنَّه هو الذي قتل رُستم . بل وكانت بعض قبائل العرب إذا أرادت أن تـُمـَجـِّد بطلا ًذكرت له قصة مع عمرو بن معديكرب. كما قيل أن عمرو كان يلذ له ذكر القصص عنه ولم يكن يكذب الكثير منها مع علمه بأنها بعضها مختلقة، بل أن بعض الرواة كانوا يعتقدون أن بعض القصص المكذوبة هذه كانت من صنع عمرو بن معديكرب نفسه ، وقد اشتهر عند العرب أن عمرو كان يكذب في بعض قصصه؛ وهذه ليست تهمة كبيرة ضد عمرو ففارس مثله من الدهاء والحنكة أن يملأ قلوب أعدائه بالرعب منه، وكانت هذه خطة ناجحة فكم من الفرسان هزموا أمام عنترة وعمرو ودريد قبل أن يجربوا ضرب سيوف هؤلاء الأبطال فالسمعة ولاشك مفيدة في الحرب. وقد صرح عمرو بأنه كان يكذب ليرهب أعداءه في قصة حكيت عنه -وأنا هنا لاأجزم بأنها صحيحة- ولكن حتى لو لم تكن صحيحة فهي تشير إلى أن الناس كانوا يعرفون الهدف من كذب عمرو وجاء في القصة : أن عمرو بن معديكرب وقف مرَّة ً بالمربد يتحدث الى الناس بقوله اغرت يوما في الجاهلية على بني مالك فخرجوا مستنجدين ((بخالد بن الصعقب)) فحملت عليه بالصمصامة فقطعت راسه وكان (خالد) حاضرا فقال احدهم يا (أبا ثور) إن قتيلك يسمع كلامك فأكمل عمرو: اسكت إنما انت جليس فاسمع او قم ثم التفت الى خالد وقال : لاعليك ياابن اخي إنما نرهب هؤلاء القوم بمثل هذه الأخبار .
وكلنا نعلم مقالة علي بن أبي طالب المشهورة التي يقول فيها " إن حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء خيرٌ لي من أن أكذب على رسول الله، وإن حدثتكم في الحرب فالحرب خدعة"؟ .
وإذن فهل كان عمرو يستحق هذه الشهرة الأسطورية التي شاعت عنه؛ أمّا أنا فأقول نعم فالقصص الثابتة تقول أن عمراً واجه الكثير من الأبطال وانتصر عليهم أو على الأقل لم يستطيعوا أن يغلبوه، وتقول الروايات أنه التقى عدداً كبيراً من الأبطال المعروفين ، ولكن في ذلك مبالغة خاصة في الأقوال التي تقول أنه التقى عنترة بن شداد فلقاء مثل هذا لايمكن أن يجهل ، كما يصعب أن نصدق أنه التقى بدريد بن الصمة الجشمي لأن دريداً هو ابن أخته ريحانة التي قيل أنها كانت أحب الناس لديه ؛ ولكن عمراً بالفعل ثبت أنه التقى العباس بن مرداس وانتصر عليه، والتقى عامر بن الطفيل يوم فيف الريح ولم يستطع عامر أن يغلبه، كما من غير المستغرب أن يكون التقى السليك بن السلكة لأن السليك كان كثير الهجوم على قبائل اليمن .
كما أن شهرة عمرو بين العرب لم يكن من الممكن أن تشيع دون أن يكون لها أصل ،بل قد وصلت شهرة عمرو بين العرب حتى أنهم أصبحوا يتفاخرون عندما يذكر أن عمراً كان يخشى من أحد أبطالهم ، وقد شاعت بين العرب عبارة ذكرها عمرو وأخذوا يدخلون فيها أبطالهم فقد قال عمرو:" لو سرت بظعينة وحدي على مياه معدّ كلها ما خفت أن أغلب عليها ما لم يلقني حرّاها أو عبداها". أما العبدان فالمشهور أنهما عنترة والسليك، وأما الحـُرَّان فقد اختلفت الروايات فيهم وأخذت القبائل تجعل أبطالها فيها فقد ذكروا أنه كان يعني بالحرين عامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث، وقيل بل كان يعني دريداً بن الصمة وربيعة بن مكدم ،وقيل بل كان يعني الحارث بن ظالم والعباس بن مرداس وهكذا . وفي النهاية فلو كانت العرب لاترى استحقاق عمرو للبطولة لما افتخرت العرب بكون عمرو يخشى أبطالهم.
- قصة انتقامه لمقتل أخيه عبدالله:
كان عبدالله بن معديكرب ريئس قومه وكان جالساً مع بني مازن ومعه رهطٌ من سعد العشيرة . فجعل عبدالله يشرب ويسقيهم رجلٌ يقال له المخرَّم من بني زبيد له مالٌ وشرف، وكان عبد من عبيد المخرم يسقي القوم -وقيل إن العبد تغنَّى في امرأة من زبيد- فلطمه عبدالله وقال له: أما يكفيك أن تشرب معنا حتّى تـُشبِّب بنسائنا ، فنادى العبد: يا لبني مازن. فقام رجلٌ نشوانٌ منهم فقتل عبدالله ، وقيل بل اجتمعوا عليه فقتلوه. فرأس عمرو بعد أخيه عبدالله وجاءت بنو مازن ٍ إلى عمرو وقد رجع من غزاة ٍ له، فقالوا: "قتله رجلٌ منَّا بسيفه وهو سكران، ونحن يدك وعضدك ،فنسألك بالرحم أن تأخذ الدية وتأخذ بعد ذلك ما أحببت". فأخذ عمرو الدية وزادوه بعد ذلك أشياء كثيرة ، فغضبت أختٌ له تسمى كبشة ، وكانت متزوجة في بني الحارث بن كعب ، فقالت:
وأرسل عبدالله إذ حان يومه إلى قومه ألاَّ تـُخلـُّوا لهم دمي
ولا تأخذوا منهم إفالاً وأبْكُراً وأُتْرَكَ في بيتٍ بصَعْدَة مُظْلِمِ
ودَع عنك عمراً إنَّ عمراً مُسالِمٌ وهل بَطْنُ عمروٍ غيرُ شِبْرٍ لمطعمِ
فإن أنتمُ لم تـقتُلوا واتـَّديتُمٌ فمَشُّوا بآذان النَّـعـام المُـصلـَّمِ
ولا تشربوا إلا فضول نسائكم إذا أ ُنهِلَت أعـقابهن من الـدَّمِ
جَدَعْتـُم بـعبدالله آنُفَ قـومه بني مازن ٍ أن سُبَّ ساقي المُخـرَّمِ
فلما حضَّت كبشة أخاها عمراً أكَبَّ بالغارة عليهموهُم غافلون،فأوجع فيهم، ثم إن بني مازنٍ احتملوا فنزلوا في مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، وفي انتقامه لأخيه وانتصاره على بني مازن قال عمرو قصيدة منها:
تـَمَنَّت مازنٌ جهلا ً خِلاطي فذوقي مازنٌ طعمَ الخِلاطِ
أطلتُ فِراطكم عاماً فعاماً ودَينُ المُذحِجيِّ إلى فِراطِ
أطلتُ فِراطكم حتى إذا ما قتلت سَرَاتكُم كانت قطاطِ
غدرتم غدرةً وغدرتُ أخرى فما إن بيننا أبداً يعاطِ
للمزيد من مواضيعي
كنيته أبو ثور ، وأمه من المنجبات ويُقال أنها من مذحج. شاعرٌ مخضرم. كان من المعمرين وأقل ماقيل في عمره 106 سنين وقيل 120 سنة وقيل 150 ، وليس ذلك بغريب فابن أخته دريد بن الصمة الذي قـُتِل مشركاً في غزوة حنين كان تجاوز المئة فما بالك بعمرو الذي عايش الفتوحات الإسلامية .
قـَدِم عمرو على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة للهجرة-وقيل العاشرة - مع وفد زبيد فأسلم وأقام مدَّة في المدينة، ثم رجع إلى قومه سامعاً مطيعاً ، وعليهم فروة بن مسيك المرادي . ثم لما مات ارتد مع الأسود العنسي ، فسير إليه أبو بكر خالد بن سعيد بن العاص فقاتله ، فضربه خالدٌ على عاتقه فانهزم، وأخذ خالدٌ سيفه . فلما رأى عمرو الأمداد من أبي بكر -رضي الله عنه- أسلم؛ ودخل على المهاجر بن أبي اُمية بغير أمان، فأوثقه وبعث به إلى أبي بكر ،فقال له أبو بكر:"أما تستحس كل يومٍ مأسوراً أو مهزوماً؟! لو عزَّزت هذا الدين لرفعك الله". قال عمرو" لاجرم،لأقبلن ولا أعود" ،فأطلقه وعاد إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة مع عدد من قومه ، فبعثه أبو بكر -رضي الله عنه- إلى الشام فشهد اليرموك وله في اليرموك بلاءٌ حسن؛وقد ذهبت فيها إحدى عينيه. ثم عاد إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب وقيل أن عمر كان يستمتع بالجلوس مع عمرو ويستمع إلى حكاياته البطولية،ثم أرسله عمر-رضي الله عنه-إلى القادسية، وله في القادسية أيضاً بلاءٌ حسن-ولكنني لا أُصدق ماجاء في كتب الأدب أنـَّه هو الذي قتل رستم لأن قاتل رستم كما ورد في كتب التاريخ هو هلال بن علقمة العقيلي وقيل زهير بن عبد شمس وقيل رجلٌ من بني أسد وبذلك افتخرو عمرو بن شأس في شعره ؛ وأغلب الظن أن القصة التي تحكى عن قتل عمرو بن معديكرب لرستم مصنوعة.
اختلفت الأقوال في موت عمرو فقيل أنه قتل في القادسية، وقيل بل عاش إلى أن شهد موقعة نهاوند ومات سنة 21 هـ وقيل بل مات قبلها.
- شهرة عمرو الأسطورية وسببها:
كان عمرو فارس اليمن ويُقدَّم على زيد الخيل في الشـِّدَّة والبأس . له معارك كثيرة وغزوات مشهورة وغطِّت شهرته الآفاق حتـَّى أن سيفه "الصمصامة" كان أشهر من كثير من الأبطال .
ونحن نعلم أن من يشتهر هكذا مع قلة الرواة المدققين المصححين تدخل في سيرته الكثير من الأكاذيب والمبالغات والأساطير .
وقد جاءت حول عمرو بن معديكرب الكثير من الأعاجيب المشكوك في صحتها حول ضخامة جسمه وقوة ضربه وقصصه مع أبطال العرب ، بل وملاحمه مع المسلمين ضد الفرس ، وأنَّه هو الذي قتل رُستم . بل وكانت بعض قبائل العرب إذا أرادت أن تـُمـَجـِّد بطلا ًذكرت له قصة مع عمرو بن معديكرب. كما قيل أن عمرو كان يلذ له ذكر القصص عنه ولم يكن يكذب الكثير منها مع علمه بأنها بعضها مختلقة، بل أن بعض الرواة كانوا يعتقدون أن بعض القصص المكذوبة هذه كانت من صنع عمرو بن معديكرب نفسه ، وقد اشتهر عند العرب أن عمرو كان يكذب في بعض قصصه؛ وهذه ليست تهمة كبيرة ضد عمرو ففارس مثله من الدهاء والحنكة أن يملأ قلوب أعدائه بالرعب منه، وكانت هذه خطة ناجحة فكم من الفرسان هزموا أمام عنترة وعمرو ودريد قبل أن يجربوا ضرب سيوف هؤلاء الأبطال فالسمعة ولاشك مفيدة في الحرب. وقد صرح عمرو بأنه كان يكذب ليرهب أعداءه في قصة حكيت عنه -وأنا هنا لاأجزم بأنها صحيحة- ولكن حتى لو لم تكن صحيحة فهي تشير إلى أن الناس كانوا يعرفون الهدف من كذب عمرو وجاء في القصة : أن عمرو بن معديكرب وقف مرَّة ً بالمربد يتحدث الى الناس بقوله اغرت يوما في الجاهلية على بني مالك فخرجوا مستنجدين ((بخالد بن الصعقب)) فحملت عليه بالصمصامة فقطعت راسه وكان (خالد) حاضرا فقال احدهم يا (أبا ثور) إن قتيلك يسمع كلامك فأكمل عمرو: اسكت إنما انت جليس فاسمع او قم ثم التفت الى خالد وقال : لاعليك ياابن اخي إنما نرهب هؤلاء القوم بمثل هذه الأخبار .
وكلنا نعلم مقالة علي بن أبي طالب المشهورة التي يقول فيها " إن حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء خيرٌ لي من أن أكذب على رسول الله، وإن حدثتكم في الحرب فالحرب خدعة"؟ .
وإذن فهل كان عمرو يستحق هذه الشهرة الأسطورية التي شاعت عنه؛ أمّا أنا فأقول نعم فالقصص الثابتة تقول أن عمراً واجه الكثير من الأبطال وانتصر عليهم أو على الأقل لم يستطيعوا أن يغلبوه، وتقول الروايات أنه التقى عدداً كبيراً من الأبطال المعروفين ، ولكن في ذلك مبالغة خاصة في الأقوال التي تقول أنه التقى عنترة بن شداد فلقاء مثل هذا لايمكن أن يجهل ، كما يصعب أن نصدق أنه التقى بدريد بن الصمة الجشمي لأن دريداً هو ابن أخته ريحانة التي قيل أنها كانت أحب الناس لديه ؛ ولكن عمراً بالفعل ثبت أنه التقى العباس بن مرداس وانتصر عليه، والتقى عامر بن الطفيل يوم فيف الريح ولم يستطع عامر أن يغلبه، كما من غير المستغرب أن يكون التقى السليك بن السلكة لأن السليك كان كثير الهجوم على قبائل اليمن .
كما أن شهرة عمرو بين العرب لم يكن من الممكن أن تشيع دون أن يكون لها أصل ،بل قد وصلت شهرة عمرو بين العرب حتى أنهم أصبحوا يتفاخرون عندما يذكر أن عمراً كان يخشى من أحد أبطالهم ، وقد شاعت بين العرب عبارة ذكرها عمرو وأخذوا يدخلون فيها أبطالهم فقد قال عمرو:" لو سرت بظعينة وحدي على مياه معدّ كلها ما خفت أن أغلب عليها ما لم يلقني حرّاها أو عبداها". أما العبدان فالمشهور أنهما عنترة والسليك، وأما الحـُرَّان فقد اختلفت الروايات فيهم وأخذت القبائل تجعل أبطالها فيها فقد ذكروا أنه كان يعني بالحرين عامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث، وقيل بل كان يعني دريداً بن الصمة وربيعة بن مكدم ،وقيل بل كان يعني الحارث بن ظالم والعباس بن مرداس وهكذا . وفي النهاية فلو كانت العرب لاترى استحقاق عمرو للبطولة لما افتخرت العرب بكون عمرو يخشى أبطالهم.
- قصة انتقامه لمقتل أخيه عبدالله:
كان عبدالله بن معديكرب ريئس قومه وكان جالساً مع بني مازن ومعه رهطٌ من سعد العشيرة . فجعل عبدالله يشرب ويسقيهم رجلٌ يقال له المخرَّم من بني زبيد له مالٌ وشرف، وكان عبد من عبيد المخرم يسقي القوم -وقيل إن العبد تغنَّى في امرأة من زبيد- فلطمه عبدالله وقال له: أما يكفيك أن تشرب معنا حتّى تـُشبِّب بنسائنا ، فنادى العبد: يا لبني مازن. فقام رجلٌ نشوانٌ منهم فقتل عبدالله ، وقيل بل اجتمعوا عليه فقتلوه. فرأس عمرو بعد أخيه عبدالله وجاءت بنو مازن ٍ إلى عمرو وقد رجع من غزاة ٍ له، فقالوا: "قتله رجلٌ منَّا بسيفه وهو سكران، ونحن يدك وعضدك ،فنسألك بالرحم أن تأخذ الدية وتأخذ بعد ذلك ما أحببت". فأخذ عمرو الدية وزادوه بعد ذلك أشياء كثيرة ، فغضبت أختٌ له تسمى كبشة ، وكانت متزوجة في بني الحارث بن كعب ، فقالت:
وأرسل عبدالله إذ حان يومه إلى قومه ألاَّ تـُخلـُّوا لهم دمي
ولا تأخذوا منهم إفالاً وأبْكُراً وأُتْرَكَ في بيتٍ بصَعْدَة مُظْلِمِ
ودَع عنك عمراً إنَّ عمراً مُسالِمٌ وهل بَطْنُ عمروٍ غيرُ شِبْرٍ لمطعمِ
فإن أنتمُ لم تـقتُلوا واتـَّديتُمٌ فمَشُّوا بآذان النَّـعـام المُـصلـَّمِ
ولا تشربوا إلا فضول نسائكم إذا أ ُنهِلَت أعـقابهن من الـدَّمِ
جَدَعْتـُم بـعبدالله آنُفَ قـومه بني مازن ٍ أن سُبَّ ساقي المُخـرَّمِ
فلما حضَّت كبشة أخاها عمراً أكَبَّ بالغارة عليهموهُم غافلون،فأوجع فيهم، ثم إن بني مازنٍ احتملوا فنزلوا في مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، وفي انتقامه لأخيه وانتصاره على بني مازن قال عمرو قصيدة منها:
تـَمَنَّت مازنٌ جهلا ً خِلاطي فذوقي مازنٌ طعمَ الخِلاطِ
أطلتُ فِراطكم عاماً فعاماً ودَينُ المُذحِجيِّ إلى فِراطِ
أطلتُ فِراطكم حتى إذا ما قتلت سَرَاتكُم كانت قطاطِ
غدرتم غدرةً وغدرتُ أخرى فما إن بيننا أبداً يعاطِ
للمزيد من مواضيعي
الأربعاء سبتمبر 14, 2011 9:03 am من طرف صقر العثمان
» اغاني عراقية قديمة
الخميس أبريل 14, 2011 2:28 pm من طرف كطنان
» قصة حب تبكي
الثلاثاء أبريل 12, 2011 1:14 pm من طرف كطنان
» بنت تغازل صديق اخوها
الثلاثاء أبريل 12, 2011 9:56 am من طرف كطنان
» بشرى لابناء المراشدة
السبت أبريل 09, 2011 12:54 pm من طرف كطنان
» شوفوا كرم العقيدات
الثلاثاء أبريل 05, 2011 1:14 pm من طرف كطنان
» عاصفة البوكمال
الثلاثاء أبريل 05, 2011 1:02 pm من طرف كطنان
» قصص من علماء التشريح
الثلاثاء أبريل 05, 2011 11:31 am من طرف كطنان
» احذرن الصالونات
الثلاثاء أبريل 05, 2011 11:22 am من طرف كطنان